لن تجد أرضا جديدة ولا بحرا جديدا
ستلاحقك هذه المدينة دوما
ستسكن في نفس الشوارع،
ويشيب شعر رأسِك في نفسِ المنازل.
سوف تنتهي هنا دائما
إنس أي مكان آخر.
فأنت لا تملك سفينة ولا طريق...كفافيس
بين شطين وميه عشقتهم عينيا ياغالين عليا يا أهل اسكندرياااااهبين شطينوميه عشقتهم عينيا اه يااااااااا ياغالين عليا اه ياهل اسكندريه ياهل اسكندريه
............ ................ ............. ياما الناس قالوا لي قالو و وصفوا لي حلو بسنه لولوي و التيه واخدو غيّة
ياغالين عليا ياهل اسكندريه محقوقلي وظلمني
و في قلبي مقاسمني
من مده مخصمني
مش داري اللى بيا
يا غالين عليا (2) ياهل اسكندريه
............. .................. ............ لا اسأل عن دياره و اروحله و ازوره اسال عن دياره اروحله وازرهواتملي بنوره
واخدله هديه
ياغالين عليا ياهل اسكندرية
................ ............ ............. روحنلكم و جينا و زورنا المدنيه بالغالي ندينا اه بالغالي ندينا لشلكم في عنياه
ذات يوم مر أحد أعضاء مجمع اللغة العربية بالصدفة على جاليرى علاء خالدبحى رشدى فى الاسكندرية، توقف أمام اسم الجاليرى "فراديس" ، فدخل إلى صاحبالاسم معترضا على جمع الكلمة "لايوجد سوى فردوس واحد فى الجنة،لا أحد يملكفردوسه على الأرض،ولايمكن جمع الكلمة"
لكن الجاليرى بالفعل هو فردوس علاء خالد الخاص،جنته التى انشأها عام 1996مع زوجته سلوى رشاد،رفيقة حياته ونصفه الذى قاسمه أحد أهم المطبوعاتالثقافية فى مصر "أمكنة.
"كانت فكرة منقذة "يقول علاء خالد،بعد انقطاع خمس سنوات عن العمل حيث كانيعمل كيميائيا بإحدى شركات القطاع الخاص،زوجته خريجة الفنون الجميلة،كانتالعنصر الأساسى وراء اختيار الجاليرى كمشروع .
خبرات عديدة اكتسبها صاحب "حياة مبيتة "، كان أكثر قلقا من الناس ومنالاحتكاك المباشر بهم "كنت أخشى البقاء بمفردى فى البداية، وأصر على بقاءسلوى زوجتى معى فى الجاليرى" .
رويدا رويدا اكتسب علاء خالد حساسيات المكان الذى يمتلك قدرة على صنععلاقة حميمية وأليفة مع من يدخله، صارت خبراته مع الناس أكثر صقلاورهافة،أعطاه وقتا أكبر للكتابة والقراءة والتأمل.
8 ساعات يوميا من البقاء وسط أيقونات بهذه الدقة والجمال والتناسق، أشاع حالة جمالية داخله على حد تعبيره.
"قصائد (كرسيان متقابلان )كتبت كلها من خلال ما رأيته من خلف زجاجالجاليرى الذى يكشف الشارع، تلك العجوز السويسرية التى لاتعرفنى، ثم دخلتإلى لتحكى بدون مبرر عن حياتها ومآساتها "
ليس مكانا للاعتراف، لكنه مكان للبوح، حالة التخفف التى تعترى كل من يدخلإلى الجاليرى سمحت بذلك ،تصميم المكان ، تناسقه، نوعية معروضاته التىتتنوع بين الموازييك والخيامية والفوتوغرافيا والآلبستا،والزجاج اليدوىكلها أشياء تمنح المكان روحا تتلبس من يدخله، روح من يدخل فردوس على الأرض.
علاقة لاتتورط فيها ولا يتورط معك أحد فيها هى نفسها العلاقة بين علاءخالد والآخرين فى الوسط الثقافى سواء من الأجيال السابقة أو الحالية "اتعامل مع كل فرد بوصفه مشروع مستقل"يقول صاحب "جسد عالق بمشيئة حبر"
كان علاء خالد وزوجته سلوى رشاد يسافران كثيرا، حرصا على أن يعرفا ماتتميزالمكان بصناعته، هنا فى الجاليرى منتجات من كرداسة والفيوم والحرانيةوسيوة .
"ليست الأماكن فقط،لكن أرواح الصانعين،تراها هنا بوضوح ،الأمر الذى يفرقالشغل اليدوى عن أى شىء آخر ، تتبقى بصمة صاحبه، طريقته فى الحياة فى الحبفى استقبال التفاصيل".
بدأ الجاليرى برأس مال فقير،وأثناء الاعداد للمكان شارك العديد منالأصدقاء فيه ولو بالطلاء أو بترتيب المكان أونقل معروضاته كأسامةالدناصورى رفيق عمر علاء خالد الذى رحل مبكرا ، ندمت عندما سألته عنه،لمحتتلك الرغبة فى البكاء عند الحديث عن اسامة الذى لازالت ذكراه حية فىوجدانه واضطررت لقطع الحوار، بتدخين سيجارة معه على باب الجاليرى .
عندما كان علاء خالد يقف كثيرا خارج الجاليرى لتدخين سيجارة ، كان بائعالسمك المجاور له ينصحه أن يأتى بماكينة تصوير، فلم يكن بائع السمك يدركأن طبيعة المكان تفرض عدد قليل من الزبائن، فالدكان الرائج يعنى عنده "أقدام كثيرة تعبر إلى المحل" تذكر علاء ذلك ضاحكا .
فكرة الجيرة بين أصحاب المحلات، فكرة مهمة اكتسبها من الجاليرى، وفى احدىقصائده يكتب عن عم عطية "المكوجى "،علاقة تكونت بينه وبين عم عطية دونمباشرة، عرف كل منهما حدود الآخر وطباعه.
كيف يتحول الشاعر إلى بائع ؟هل تنقذه الثقافة أم يأكله قانون البيع والشراء.
زبون الجاليرى زبون من نوع خاص، يشترى على فترات بعيدة،"تربية الزبون " أضافت فكرة مهمة عند علاء خالد، أن لايتعجل فى علاقة مع أحد وأن يتركللآخر حرية اختيار ايقاعه الخاص منه، دون تدخل منه،قد يدخل زبون إلى هناويتحرك فى المكان لمدة ساعة أوساعتين يشاهد و"يقلب" فى البضاعة ويخرج دونأن يشترى شيئا، لم تفلت أعصاب صاحب "تصبحين على خير" سوى مرة واحدة،علىزبونة إيطالية أصرت أن تخرج بسعر حددته هى، كان اصرارها عجيبا، لدرجة أنهلم يقبل اعتذارها وتراجعها حاسما الأمر"مافيش بيع "
لم يكن ما يحويه الجاليرى حكرا على الطبقة الأرستقراطية أو المثقفة، لكنهكان فى الماضى جزءا من تفاصيل البيوت الفقيرة ،لكن اختفاء صفات اجتماعيةأخفى معه ذائقة جمالية،فلم يعد أغلب المصريين يمتلكون ذلك الحس الذى يشبعالقلب قبل العين.
احتوى ذلك المكان على كلام عميق وحميم بين بشر مختلفين .لكن ماالذى يحويهقلب علاء خالد، هل هو راض بفردوسه؟ذلك المكان الملىء "بالحنية" كما قال.
إنه ينتظر شيئا آخر، لن يطيق أدم صبرا على الفردوس، سيصير بالنسبة له "حالة مؤقتة " لا يعلم علاء ماهى الخطوة القادمة، فقط يعلم أنها قادمة.
"حياة المصريين وصلت إلى حالة من الاختناق،حياة مثل تلك تحتاج إلى شىء من المخاطرة والابتكار"
ماالذى يبحث عنه علاء خالد ولايرضيه عن فردوسه الذى منحه "الأمانوالحنية"، لازالت كلماته التى اختتم بها الحوار تشتعل فى قلبى "لاتصدقأبدا أن فرديتك ناجية،اختياراتنا التى تقربنا من الأمان، ماهى الاحواجزتعيقنا عن اكتشاف أرواحنا، المخاطرة وحدها هى التى ستقف بنا فى مواجهةذواتنا ورؤيتها من جديد"
1 لو كنت راعيت ربنا شوية فى حبة الخيال اللى مديهم لى ومادورتش أبعزق فيهم يمين وشمال اشى ملايكة بفساتين فزدقى بيتنططوا حواليا وأنا باجيب الديب من ديله على الجنيات اللى بياخدوا بايدى فى كل مرة أدخل فيها قصيدة وما أعرفش أخرج يمكن كنت قدرت دلوقتى أعرف بالظبط الجناحات اللى معايا دى كلها بتاعة مين!!
2 النجمة اللى لقطتها قبل ما تقع على الارض كانت مطفية فاضطريت بدافع الشفقة انّى أخليها معايا لكن الجبانة كانت عارفة شفطت كل النور اللى فى روحى وطفتنى
3 البحر اللى ما قدرش يجاوب على سؤال الملح ولا يسد الفراغ اللى سابه الصخر فى رجلينا ولا الجروح الغايرة فى روحنا مايستاهلش تكون نهايتنا على ايده
4 ايه اللى فاضل فى ّ الريح ماكنستوش بعد ما بلعت الأرض اللى قدرت عليه ورقصت النار على الباقى فاكرين انهم بكده بيخفوا معالم جريمتك وبيمنحونى الوقت عشان أسامحك طب أزاى! وعينى دى اللى تحت رجلك
5 النهارده ولأول مرة قدرت امسك الحكاية من طرفها لكن الظاهر جنون الفرحة عمانى عن ان طرفها التانى شابك فيه عفاريت لا ليها أول ولا اخر ساعتها بجد ماكانش الفزع هو اللى شاغلنى كان كل همى ازاى أدبر لهم مكان عشان يناموا فيه
6 البهجه دى مش بتاعتى فياريت ماحدش يضرب نار واللى يحبنى ما يسألنيش عن الرحمةاللى جت قبل راسى بكام مللى ومارضيتش تنزل وازاى ده خلاّنى ساعات كتير قوى أشك فى وجودها واضطر فى أوقات اكتر أستعمل أى فرح قديم عشان أقعد بيه وسط صحابى يمكن أقدر أستر مجالى
جوستين» بلغت الخمسين... ولمّا نتصالح مع «رباعيّة الاسكندريّة»
حين تحتضن الإسكندريّة مؤتمراً عن الرباعيّة الشهيرة، لا مفرّ منانبعاث أسطورة «الكوسموبوليتية»... ومعها الجدل القديم عن التعاطي «الاستشراقي» والفانتازي مع المكان، في هذا الأثر «الخالد». ماذا بقياليوم من مدينة لورانس داريل؟
عندما صدرت «رباعية الاسكندرية» في ستّينات القرن المنصرم، احتفت بهاالأوساط الثقافية العالمية تحفةً أدبيةً نادرةً، جلبت الشهرة لصاحبها. وسرعان ما اعتُبر البريطاني لورانس داريل ( 1912 ــــ 1990) كاتبَالاسكندرية، الذي خلّد المدينة روح «الكوزموبوليتية» عاصمة الذاكرة،ومدينة الرومان والإغريق التي بُنيت «كالسدّ لمنع طوفان الظلمة الأفريقية» كما تصفها «الرباعية».
إلا أنّ الرواية لم تلق الاستحسان عينه في مصر التي كانت عام 1957، سنةصدور «جوستين»، (الجزء الأول من «الرباعية»)، تعيش في أوج آمال القوميةالعربية والثورات التحرّرية في القارة الأفريقية. هكذا، كتب مثقفوالإسكندرية وأدباؤها يعبّرون عن شعورهم بالغربة تجاه تلك المدينة التييصفها داريل منقسمةً بين «المدينة الأوروبية»، مدينة الكورنيش والمقاهي فيشارع فؤاد، وبين «الأحياء العربية»، أحياء يُقدّمها من خلال مشاهدفولكلورية غرائبية على غرار احتفال شعبي بمولد أحد الأولياء، أو بيت دعارةللأطفال... أحياء تعجّ بالأصوات المُزعجة والروائح الكريهة مثل «رائحةاللحم الأسود وهو يعرق».
حتى الكتّاب الذين عاشوا فترة ازدهار الجاليات الأجنبية، مثل إدوارالخراط، وعبّروا في كتاباتهم عن نوع من الحنين إلى فترة التعايش بين جميعالجنسيات والأديان التي عرفتها الإسكندرية في الخمسينات والستينات، وصفوا «الرباعية» بأنّها بعيدة كل البعد عن «إسكندريتهم». كتب الخرّاط يقول إنّداريل «لم يعرف الإسكندرية، (...) فالإسكندرية عنده أساساً هي وهم غرائبي».
أتى داريل إلى مصر عام 1941 هارباً من تقدّم النازيين الألمان في اليونان،وعمل «ملحقاً صحافياً» لدى مكتب الاستخبارات البريطاني في الإسكندرية منعام 1942 حتى 1944. تقع أغلب أحداث الرواية قبل هذه الحرب مباشرة، في «المدينة الأوروبية»: هناك، في بهو فندق «سيسيل» القديم المطلّ على البحريلتقي الراوي الكاتب الإنكليزي الشاب دارلي، جوستين، اليهودية المصريةالمتزوّجة نسيم الذي ينحدر من إحدى العائلات الأرستقراطية المسيحيةالاسكندرانية. تنشأ علاقة غرامية بين دارلي وجوستين، يزيد في تعقيدهاارتباط دارلي براقصة يونانية شابة هي ميليسا. تستمر هذه الشخصيات الرئيسيةوغيرها في البحث عن ذواتها من خلال خبرات تستكشف معنى الجنس والحب، معنىالحياة والواقع. تزداد حبكة النصّ تعقيداً في الأجزاء التالية من «رباعيةالاسكندرية» وهي «بلتازار» (1958)، و«ماونت أوليف» (1958) و«كليا» (1960)،في وسط مغلق مختنق، يعجّ بمؤامرات سياسية يُدبّرها رجال الدبلوماسيةالبريطانية العاشقون لمصر (ونسائها)، ورجال السلطة المصرية الذين يصورهمداريل مثالاً «للمستبد الآسيوي» الفاسد الدموي. كل هذا في «مدينة الجنسوالموت» كما يصف داريل الإسكندرية في رسائله إلى الروائي الأميركي هنريميللر.
لا غرابة إذاً في أن تثير الرواية، منذ صدورها حتى اليوم، ذلك الكم الهائلمن الجدل. والجدل نفسه، كان من الصعب تجنّبه، في إطار مؤتمر عن «رباعيةإسكندرية» ينظّم في مصر، حتى وإن كان مدفوعاً برغبة تجاوز المناقشاتالعقيمة التي قد تُصاحب هذا النوع من الإشكاليات. لقد فشل هذا المؤتمرالذي نظّمه أخيراً «المجلس الثقافي البريطاني» بالاشتراك مع «مركز أبحاثالإسكندرية والبحر المتوسط» التابع لـ«مكتبة الإسكندرية» في الخروج من «الكلام المكرّر الذي لا بد أن يُصاحب أي مؤتمر عن داريل» على رأي الشاعرالإسكندراني علاء خالد. ولم يأت بأي جديد. من ناحية الشكل، ظهر التوازنبين «إسكندرية الماضي» (أي مدينة داريل) و«إسكندرية الحاضر» (أي مدينةالكتّاب المعاصرين) كمحاولة مصطنعة للتوازن بين رؤية «استشراقية» وأخرى «وطنية» عُرضتا بشكل متواز، كأنْ لا تداخل بينهما.
أمّا من ناحية المضمون، فلا الجلسات الخاصة بحياة داريل (شارك فيهااختصاصيّون في علاقة الكاتب بالمدينة المتوسطية، والمكانة التي احتلتها فيمخيلته كروائي مثل مايكل هايج)، أو في شعره المتوسطي مثل بيتر بورت...)،ولا العروض الموازية (شريطان تسجيليّان)، نجحت في إثارة أي مناقشة... علىالأقل على المنصة. الجدل المتوقع جاء من الجمهور هذه المرّة. وهذا ما حدثأثناء جلسة «القراءات لأدباء الإسكندرية» التي اعتذر عنها إدوار الخراط. أمّا الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، فكان يبدو أنّه سيكتفي بالإعلانبأنّه كان «متيّماً بجوستين»، قبل أن يقرأ للحضور جزءاً من روايته «طيورالعنبر» التي تدور أحداثها في إسكندرية تأميم القناة... لكنّ ملاحظاتالجمهور أجبرته على أن يتّخذ موقفاً في الموضوع. ومع ذلك، فقد عبّر عنرأيه من خلال تعميمات ترضي الجميع («مفيش إسكندرية واحدة، فيه إسكندريات،داريل إسكندرية، تزالاس إسكندرية، والكل صادق في تعبيراته»)، بعدمااستفزته مداخلة رأت أن «الرباعية» «مؤامرة على الروح المصرية الأصيلة».
هاري تزالاس، الكاتب اليوناني الذي ولد وعاش حتى عامه العشرين فيالإسكندرية، هو الوحيد الذي خرج بسبق الإصرار والترصّد على برنامج «الإسكندريات الموازية». قال قبل قراءة قصة من أعماله تدور أحداثها فيالإسكندرية، إنه «لم يشعر بأي حماسة عند قراءة «الرباعية»»، متسائلاً إذاكان سبب ذلك أنّه «إسكندراني»؟ كأنّه يشير إلى صعوبة أن يستسيغ «الإنسانالمحلي» رواية استشراقية تدور في مدينته. كما ذكّر هاري تزالاس الحضوربإحدى قصصه التي تحكي تجربة عاشها في الإسكندرية عندما ذهب مع ابن بوّابعمارته ليستمع إلى خطبة تأميم قناة السويس التي ألقاها جمال عبد الناصر فيميدان المنشية... كأنه أراد إعلان انتمائه إلى «طوفان الظلمة الأفريقية» في مواجهة «عاصمة الذاكرة» المحبّبة لداريل
يسحب نفساً عميقاً من شيشته الحامية خالقاً أكواناً من السديم الابيض . ناظراً من خلال حلقات الدخان للجالسين حوله وهم يثرثرون عما أبتليالمحروسة القاهرية من حرائق متتالية ... ترتفع كلماتهم الأخف من الجاذبيةوتذوب كالزبد الجُفاء مع دخان شيشته المتطاير
يشعر بالضجر ... يخرج بعض الجنيهات المهلهلة ويهم بمناداة الحساب ليجد فتيالمقهي وقد أنغمس بدوره في حديثهم الناقد المجتمعي البناء حول من حرق حقولالموووز ليفوز وحده بالبطيخة الذهبية ... يلقي النقود بعصبية تشوبها لامبالاة ويغادر ...
يسلك طريقاً مختصرا نحو منزله الذي زاده الملل أبتعاداً ... حشد يسارع فيبناء نصب جنائزي قبل مغيب الشمس ... يتذكر نيتشه .. ( في العزلة المتوحديلتهم نفسه .. وفي الحشود تلتهمه اعداد لا متناهية ) ... ( راسل كرو ) يزاحم نيتشه ... في ( العقل الجميل ) كانت الفقرات المكتوبة في أعمدةونصوص من الكلمات تغشاه وتربك عقله الفالت لتتشكل في كيانات موحدة فيماوراء بصره لتجعل من نفسها كيانات رياضية منظمة هادفة تشاركه هلاوسه وجنونهالطفولي عن أن ربما بعض السوفييت يتراسلون مع عملائهم في أمريكا بأشاراتما عبر المجلات ... هااا ... من قلب موجات الفوضي يتكثف النظام
* * * تجد نفسك في خضم الاحداث ، فوران الحركة وأزدحام الشخوص ... غرائبيةالتزامنات ... لا يفضي بك هذا إلا لفقدان المعني ... صراعات ورغبات ومخاوفتجد سبيلها نحو الوعي الخؤون باللغة المتشابكة مع رتابة الزمن ... فلعلهاعزلة ما قد تترك أثراً في إثراء المعين ... المعني
* * *
بينما كنت راكباً الحنطور وأتنحطر كانت تلك الدوائر قد بدأت دورانهاالأهليلي في فلكها حول رأسي معلنة بداية الخلق لأفكار غير الأفكار ....وكلمات غير الكلمات......أو السقوط في بئر اللاوعي...وكان هذا هوالأحتمال الأوقع. أنظر يميني لأتأكد من قدرتي البصرية لأجد السمراء مازالت بجانبي وهذا شيئ عظيم.....أنا لم أفقد الوعي بعد......حقيقاً هيمختلفة قليلاً أو كثيراً ولكن ما أهمية ذلك؟؟
هي ما زالت بجانبي وهذا يكفيني لأتأكد من أني ما زلت في صحراء الوعي وتلك الأفلاك الدائرة التي تحاول أخراجي قد فشلت تماما في مهمتها
يا عم فهممممممممممممممي......بكلما ملكت من عقيرة ناديت ....ذلك الكهل الذي أفني حياته بين رعاية تلكالعربة والتي وان زاد عمرها عن الاربعين عاماً ما زلات محتفظة بكثير منرونقها الفرنسي الراقي. واما ذلك الحصان الذي يقود العربة فهو بالطبع ليسفرسها الأول ولكنه بحسب رواية فهمي الثالث أو الرابع...لا اتذكرتحديداً....أطفي الكاسيت يا عم فهمي.............. ينظر لي ببطء فرس نهرعجوز ثم ينظر للكاسيت الذي يصدح بأغنية شعبية تتحدث عن الحناطير والحنطرةويتمايل معها لثوان ثم يلبي رغبتي
لست أدري لماذا كلما أحببت أن اتأكد من أنني لست أحلم وأن ما يحدث هذاحقيقي أنظر لها.....هي غير جميلة وأن كانت تحمل جاذبية شرقية تذكركبالهنديات . حتي أنني لا أتذكر أين عرفتها ,هو بالتأكيد خلال الأيامالثلاثة السابقة حين بدأت أحلم وأهذي كثيراً
شايفة البيت ده ؟؟........
أيوه شايفاه......
البيت ده في الدور التاني كان ساكن واحد صاحبي أسباني كان عايش في بلدهملا بيه ولا عليه لحد ماطقت في نافوخه يزور مصر ويا ريته ما زارها
ليه ....؟.....ليه يا ريته ما زارها ؟؟
مش عارف بأة يعني هو لو مكنتش جه مصر كان سكت.... كنت زمانه عايش في تونسولا في الصين حتي.....هو كانت دماغه بتحدف علي تعدد ثقافات والبحث عنحقيقة الوجود بمختلف معنايها ولغاتها (أميل علي أذنها كمن يخبربسر)......كان من النوع اللي مش مستريح وحاسس ان فيه حاجة غلطحواليه.....حاسس بزلطة بتلعب جوه دماغه......الحرية يا جميلتيالحسناء....الحرية...كان أنسان حر أوي
علامات عدم الفهم علي وجهها مع نظرة استنكار لخروجي عن السؤال......تعدديةايه؟؟...وحقيقة وجود ايه؟؟؟.....قولي ليه يا ريته مازراها؟؟
لاحظت أهتمامها بغض النظر عن بلاهتها المعذورة فيها فقررت أن احكيلها.........أنا عرفته أصلاً من حاجة أسمها التبادل الطلابي....التبادلالطلابي ده كان بيجيب طلبة من اوروبا هنا مصر ويودي طلبة مصريين اوروبالمجرد الزيارة....الحاج آندي بأة كان بيدرس طب في أسبانيا وزي متقولي كدهمصدق وجد فرصة لزيارة دولة عربية وظبط الليلة وكتب مصر... وجتله مصر
أصمت ثم أسرح في صوت خطوات الحصان المنتظمة فتبادر هي.....سكت ليه؟؟....مش عايز تكمل؟؟--
لا لا عادي بس سرحت.....المهم اتعرفت عليه بالصدفة في يوم حر شديداوي....سألني علي مكان بيع لميه او بيبسي....وديته الكافيترياواتعرفنا....................خلصت الزيارة لمصر ورجع بلدهم واذ أفوجيء بعد تلات سنين برسايل علي الايميل منه وبيقولي انه جاي مصر, ابن المجنونة جي مصر
أسمع صوت ضحكتها الغير مصطنعة لأول مرة...........وبعدين؟؟--
بس.....قرر يقيم في مصر ويتعلم اللغة العربية......وبس.......قعدهنا سنتين وشوية و رجع اسبانيا.........وبس
بس ايه؟؟--
يعلو صوتي فجأة........بس يعني بس....كفاية كده ....الشوية دول كفايةالنهاردة....آندي أنتحر.....وصلي خبر انتحاره وحطم دماغي لفترة طويلة .....................لما كان بيراسلني كان بيقولي دايما انه بيفكر يموتنفسه وانا طبعا كنت فاكره مش واخد الحكاية جد كده.....بيهيسيعني......ومطلعشي بيهيس يا ..........وانتي أسمك أيه بالمناسبة؟؟
تلاحظ ضحكة السخرية علي وجهي......أسمي أندي
أسمك آندي برضه.....أنعم وأكرممم ..... مع حرف الميم أشعر بالوجود يسحبليدور في حلقة الحرف ثم يسكب في طرفه ......... يبدو انها نهاية ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قاص و روائى سكندرى
أعلم أننا لسنا قديسون أو عذارى أو مخابيل؛ نحن ندري كل شهوة وكل نكتة من نكات المراحيض, ونعرف أكثرية الناس الوسخين؛ بإمكاننا أن نستقل الحافلات ونعد الفكة ونَعبر الطرق وننطق بجمل حقيقية. بيد أن براءتنا عميقة عمقاً لا حد له, وسرنا المشين هو أننا لا نفقه شيئاً على الإطلاق, أمَّا سرنا الباطني المروع فهو أننا لا نكترث لهذا الجهل.
ديلان توماس
/
شعورى غدا...
سيكون مثل شعورى اليوم.
أكره، أن أرى
هذه الشمس المسائية..الغاربة